بـرادعي يلا احنا معاك

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن الدكتور محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المصرية، لم يخش انتقاد النظام الحاكم بشكل صريح، قائلا إن مصر في ظل حكم الرئيس حسني مبارك تعاني من حالة ركود عام وازدهار الفساد.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلي أن البرادعي (67 عاما) حرص خلال ظهوره الإعلامي في مصر عبر الصحافة والتليفزيون علي تأكيد أن هدفه الأساسي هو وضع البلاد علي طريق الإصلاح الديمقراطي، لكنه ظل متكتما بشأن التساؤل الذي يسيطر في المقام الأول علي عقول المصريين، وهو هل سيترشح أمام الرئيس مبارك حال قرر خوض الانتخابات الرئاسية القادمة المقرر إجراؤها العام القادم، كما أنه لم يدل بأي تفاصيل حول كيفية الضغط من أجل التغيير الديمقراطي.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس مبارك الذي حكم مصر منذ حوالي 30 عاما، يبدو أنه يحاول إقامة سلالة سياسية من خلال توريث الحكم لابنه جمال، رغم أن كلا من الأب والابن ينكران علنا أن هناك خطة للتوريث.

وأضافت الصحيفة - في التقرير الذي نشرته علي موقعها الإلكتروني أمس بالقول إن البرادعي الذي تمكن من اكتساب احترام العالم بعيد عن الفساد الذي شوه صورة النظام الحالي في مصر، ويمكن أن يكون زعيم معارضة ذا مصداقية إذا ترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2011.

وأوضحت الصحيفة أن البرادعي كرر خلال حواراته الإعلامية ما قاله من قبل حول أنه لن يشارك في أي سباق إلا إذا ضمن أن الانتخابات ستكون نزيهة وتحت إشراف كامل من السلطة القضائية ورقابة من قبل المجتمع الدولي، وأنه في ظل هذه الشروط يمكنه خوض الانتخابات حتي لو ترشح أمام الرئيس مبارك، وإن كانت المعركة في هذه الحالة ستكون شرسة.

ولفتت الصحيفة إلي أن النظام المصري الذي يعيش في حماية قانون الطوارئ منذ نحو ثلاثة عقود، اعتاد علي اعتقال الصحفيين والنشطاء المؤيدين للإصلاح والمعارضين السياسيين.

وقالت الصحيفة إن البرادعي لم يتجنب الحديث عن أن الفساد وإساءة استعمال السلطة والمخاوف الأمنية وضعت بصماتها علي نظام الحكم المصري، فضلاً عن قائمة من الأمراض التي يعاني منها المجتمع المصري مثل الفقر والأمية المنتشرة علي نطاق واسع، بالإضافة إلي التدهور الاقتصادي والتوتر الاجتماعي بين المسلمين والمسيحيين، مشيرا إلي أن النظام أهان مواطنيه بحرمانهم من حقوقهم السياسية.